الشيخ قال: "لا تسلموا. لا تصافحوا. ثم لا تعايدوا على المعيدين".
الشيخ السلفي قال.
الشيخ قال: "لا تحبوا، ثم اكرهوا كُلَ من لم يمشِ على طريقتكم، لا دينكم فحسب".
والشيخ يصمم بالقول: "المسيحي كافر، اليهودي كافر والشيعي كافر، العلوي كافر، الدرزي كافر، البهائي كافر، والسني غير الملتزم يستحق النار". "كل من ليس على طريقتنا اكرهوه. وإذا اضطررتم إلى التعامل معه، إلعنوه في سركم".
-----
يا الله. لم اتمكن يوماً من استيعاب مصدر هذه الكراهية. لا أقدر على فهمها.
كيف تغصب نفسك على الكراهية رغم أن طبيعتك تدعوك إلى المحبة.
طبيعتك مجبولة على المحبة، لا الكراهية.
ألا تبتسمان في نفسيكما عندما تستشعران المحبة؟
ثم كيف تكرهين غيرك لا لشيء إلا لأنه مختلف عنك.
كأن علينا أن نكون هياكل مستنسخة، تشبه بعضها. بلا لون بلا طعم.
تسمع وتطيع؛ تنزع عقلها من جمجمتها، تضعه بين كفيها ثم تقدمه راضية لشيخها الكاره، وتبتسم خجلى وهي تفعل. و تردد بعده ما يقول. كالببغاوات.
دعونا نتوقف برهة عن الترديد بعده كالببغاوات.
اليس الكون كله قائم على التعددية والاختلاف ثم التنوع؟ انظرا حولكما تجدانه متعدد. كالبشر.
مسكين فعلاً أيها الشيخ. فأنا لا أعرف كيف تعيش مع نفسك؟ مع كل هذه الكراهية؟
-----
لكن الشيخ قال.
والمشكلة؛ المشكلة أن الشيخ وهو يقول يستند إلى نصوص.
صحيح انه يخرجها من مضمونها، صحيح إنه لا يتحرى مصدرها، لكنها نصوص. يقول إنها مقدسة. ويقول إنها لذلك ملزمة.
وأنا أيها العزيزان مضطرة أن اخوض معكما هذا الموضوع الشائك.
موضوع النصوص السماوية. ومصادرها. ثم طبيعتها البشرية. لأني في كل ما سأقوله فيما بعد أصر على أن نصوصنا السماوية من حديثٍ وقرآن طبيعتها بشرية. جمعها ثم دونها وكتبها بشر. ولأنها كذلك، فإنها تعكس كثيراً واقع الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي.
مضطرة إلى الخوض معكما في هذا الموضوع الصعب.
أقول أني مضطرة لأني مدركة أن هناك بعض الأسرار التي يُفضل ان تظل طي الكتمان. فليس كل ما يُعرف يقال.
هل تذكران ما قاله لي زوجي، وهو السويسري الغربي في مقال قديم لي بعنوان "كسر المحظور" عندما اردت أن اتطرق إلى موضوع النصوص المقدسة؟
قال لي "السؤال الذي يجب أن تطرحيه على نفسك هو لماذا يجب ان تكسري هذا المحظور؟ ما الفائدة التي ستعود على المجتمع مِنْ فعلك ذلك؟"
ثم أردف جاداً:" لو أردت الحق فإن كسر كل التابوهات لدينا في المجتمع الغربي أدى إلى نتيجة أصبح فيها منطق ‘كل شيء ممكن‘ هو السائد. غير أني أفضل وجود حدود اخلاقية في السلوك والتصرف، فهي الضامن من جبروت الإنسان".
أنا لم انس ما قاله لي شريكي في الحياة. وأتفق معه في رأيه.
لكني على قناعة أن وقت هذا الحديث هو الآن.
الآن، لا بعد مائة سنة.
وحديثه معكما. لا خلف الأبواب المغلقة في قاعات الجامعات الرصينة.
معكما أنتما بالتحديد.
فمجتمعاتنا تمر الآن بمرحلة مخاض صعب. وهي مرحلة تتطلب إصلاحاً سياسيا ودينياً معاً. لن أكف عن ترديد هذه العبارة: "الاثنان يأتيان معاً. الإصلاح السياسي والإصلاح الديني."
والمشكلة أن هناك قوى سياسية تطغى على الساحة، تَمزجُ بين الدين والسياسة، وتقول إنها تتحدث بإسم الله. ثم تقدم لنا نصوصاً مقدسة، وتقول: "هاكم النصوص. الله قال. ولذا نحن نقول".
ولأنهم يفعلون ذلك وجب علينا أن نتمعن نحن بدقة في تلك النصوص.
ننظر إلى طبيعتها، ثم ندرك مع الوقت، أنها وإن كانت جزءاً عزيزاً جليلاً من تراثنا، نحترمها ونصونها، فإن كثيراً منها لا يصلح لزماننا هذا. وكي نصل إلى هذه القناعة سيكون علينا مضطرين أن نتحدث عن طبيعتها البشرية.
موعدنا الأسبوع المقبل.
إلهام مانع
الدكتورة الفاضلة إلهام تحياتي وتقديري وأرجو أن يتسع صدرك لما سأقوله، لقد تضمن مقالك هذا عدداً من الأخطاء الأكاديمية وقفزا على مسلمات يجب أن يلتزم بها الأكاديمي في التحليل والنظر. أولا لقد أطلقت مصطلح النصوص الدينية على عواهنه دونما تحديد، فإن كان قصدك التفريق بين النص القرآني والنص النبوي والسيرة باعتبار النص القرآني نص إلهي لفظاً ومعنى وبهذا فهو لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لأنه ببساطة نص إلهي، والنص النبوي نص بشري يطرأ عليه ما يطرأ على البشر من تحريف ووضع وخلافه فهذا أمر قد أجمعت عليه الأمة منذ زمن ودورنا اليوم هو غربلة هذا التراث النبوي وإعادة فهم النصوص القرآنية بما يتفق مع متطلبات الحياة المعاصرة فهذا مشروع إنساني وحضاري كبير ويتسع للجميع بل ويتطلب جهود الجميع وهو من ضرورات التجديد. أما إن كان القصد هو خلط الأوراق عن طريق النظر إلى النص القرآني على أنه جهد بشري فهذا لعمري مالم أسمع به حتى على لسان كبار دعاة الحداثة والتفكيك الغربيين من أمثال جاك دريدا ورولان بارت وغيرهم فقد نظر هؤلاء إلى النصوص الدينية ويقصدون بذلك الكتب المقدسة على أنها خارقة للعادة واستثنائية من حيث أنها منسوبة لغير البشر، وإذا كنا نقول هذا الكلام عن الإنجيل والتوارة الذين سبق إليهما التحريف فماذا عسانا أن نقول عن القرآن الكريم الذي لا زال بين أيدينا طرياً كما أنزل قبل أربعة عشر قرناً؟ إنني أحني رأسي احتراماً وتقديراً لزوجك الذي يعرف معنى تقويض كل شيء حينها يصبح لا شيء حينها تصبح الفوضى والعبثية والعدمية، ثم من قال أن القرآن الكريم جاء بما يناسب سكان الجزيرة العربية فهل قرآت لكبار الكتاب الأوروبيين من أمثال محمد أسد ومراد هوفمان وحتى الأمير شارلز وغيرهم كثير ممن أدركوا أن المخاطب في القرآن الكريم هو الإنسان بطبعيته كإنسان وليس بطبعته البدوية الصحراوية، ثم إن القرآن خطاب فيه أصوات متعددة وثقافات مختلفة وينبغي علينا أن نصغي لذلك التعدد الثقافي والتعدد في الأصوات داخل الخطاب القرآني لكي ندرك أبعاده الإنسانية، لقد عشت في الغرب ردحاً من الزمن وأدركت أن الحياة بدون نص سماوي تصبح فوضى فيها تعود المجتمعات إلى قانون الغاب ولذلك رغم المدنية التي شملت المجتمعات الغربية في كل ملامحها ونواحيها إلا أن الدين لا زال له حضور قوي وقوي جداً لقد تعلمت زوجتي اللغة الإنجليزية في الكنيسة التي كانت في حينا وتعلم أولادي الموسيقى في الكنيسة المجاورة لنا والدين له حضور قوي في المؤسسات التعليمية وتنفق الدول الغربية مليارات الدولارات من أجل التبشير بالنصرانية في مختلف أنحاء العالم.
ردحذفرائع
ردحذفممتاز
ردحذفمشكوور
ردحذفتسلم ايديك
ردحذفموضوع راااااااائع
ردحذفthanx
ردحذفالدكتورة العزيزة الهام مانع مع احترامي لرأيك او عقيدتك لكني اؤمن وبشدة الى ان القران الكريم هو كتاب سماوي منزلة كلاماته من عند الرب تعالى . وماعدا ذلك فقابل للاخذ والرد.اختي الكريمة لو لاحظتي الفرق بين تلاوة القران وقراءة الاحاديث ستجدين الفرق الكبير . حتى ان القران الكريم قابل للحفظ في القلوب بعكس الاحاديث المتعددة والمروية عن عدة اشخاص .
ردحذفسيدتي الكريمة مشكلتنا ليست مع الدين او مع القران الكريم مشكلتنا الحقيقية هي مع سوء فهم الكثير من رجال الدين لرسالة الاسلام الخالدة وهي السلام . وليس الارهاب والانتقام .